قام رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بزيارة ميدانية إلى محافظة المفرق افتتح خلالها مدينة المفرق الصناعية والتقى بالمستثمرين فيها وأجرى حواراً مع الفعاليات الشبابية في المحافظة.
وقال رئيس الوزراء لدى افتتاحه مدينة المفرق الصناعية، إنه عند إنشاء شركة تطوير المفرق في العام 2008 كنا ندرك أن هذه المنطقة سيكون لها جاذبية عالية للتصدير للعراق وسوريا ولكن ونتيجة للأوضاع الإقليمية وإغلاقات الحدود لم تحقق الغاية المنشودة منها في ذلك الوقت.
وأكد أن الاستثمارات والصناعات التي صمدت في هذه الظروف مؤهلة لأن تبدع خلال المرحلة المقبلة التي تسعى خلالها الحكومة على الانفتاح على السوق العراقية ومستقبلاً على السوق السورية.
ولفت الرزاز إلى أن لقاءاته مع الجانب العراقي والتي قادها جلالة الملك بزيارة تاريخية، جاءت تأكيداً على عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين وضرورة الانفتاح والتعاون لتحقيق التكامل بين البلدين.
وأشار إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الأردن والعراق في مجال النقل ودخول الشاحنات الأردنية والعراقية إلى مقاصدها النهائية في المدن الأردنية والعراقية وقائمة السلع الأردنية التي تم إعفاؤها والربط الكهربائي وأنبوب النفط واستخدام ميناء العقبة في الصادرات والمستوردات العراقية ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة.
وشدد رئيس الوزراء على أننا في الأردن أسسنا قاعدة استثمارية هامة جداً وبنية تحتية واستثمارات ستعطي الأردن الميزة التفاضلية في عودة المشرق العربي إلى سابق عهده، فضلاً عن المساهمة في تشغيل الشباب وإعطائهم الأمل والثقة بالمستقبل.
وقال "نحن نعول في دولة الإنتاج وهي المحور الثاني في مشروع النهضة الوطني الذي أطلقه جلالة الملك على الاستثمار المحلي والعربي والأجنبي وعلى التصدير في ظل صغر حجم السوق الأردنية".
وأكد أن ثقتنا بالقطاع الصناعي هي التي حفزتنا للحديث عن دولة الإنتاج مع التركيز على تشغيل الشباب الأردني، مضيفاً أن شهادات المستثمرين بالأردن في المحافل الدولية حفزت الآخرين للقدوم للاستثمار في الأردن.
وأشار إلى إدراك الحكومة للتحديات التي تواجه العديد من القطاعات، لافتاً إلى أن الفريق الاقتصادي الذي يجتمع كل يوم سبت يستمع لواقع القطاعات الاقتصادية والخدمية ويعمل على اتخاذ القرارات والإجراءات للتسهيل على هذه القطاعات.
وكان رئيس مجلس إدارة شركة المدن الصناعية الأردنية الدكتور لؤي سحويل، أكد أن الشركة هي مثال حقيقي للشراكة بين القطاعين العام والخاص حيث تمتلك الحكومة ثلثي الشركة ويمتلك القطاع الخاص الثلث الآخر، لافتا إلى أن شركة المدن الصناعية وشركة المفرق التنموية ركيزة أساسية في محور دولة الإنتاج.
كما أكد التزام الشركة بتوفير خمسة آلاف فرصة عمل خلال السنتين القادمتين، والسعي للوصول بصادرات المدينة إلى نحو 300 مليون دينار سنوياً من خلال الترويج للصناعات والاستثمارات فيها.
الرئيس التنفيذي للشركة عمر جويعد، استعرض تجربة المدن الصناعية التي تشكل حاضنة للصناعات وبوابة للصادرات وعنوانا الدولة الإنتاج وخلق فرص العمل.
وأشار إلى أن المدن الصناعية استطاعت استقطاب استثمارات صناعية بلغت 869 استثماراً صناعياً بحجم استثمار بلغ 8ر2 مليون دينار، لافتا إلى أن صادرات المدن الصناعية خلال العام 2018 بلغت ملياراً و400 مليون دينار، مثلما استطاعت توفير 62 ألف فرصة عمل ومثلها في الخدمات اللوجستية لهذه المدن.
وأشار إلى خطط التوسع في عدد من المدن الصناعية التي وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية حيث سيتم تطوير 220 دونماً إضافية في مدينة الحسن الصناعية و320 دونماً في مدينة الموقر الصناعية فضلاً عن السعي لإقامة مدينتين صناعيتين في الزرقاء والماضونة الصناعية.
مدير عام شركة تطوير المفرق نايف البخيت، قدم إيجازاً حول الشركة التي تعد المطور الرئيسي لمنطقة الملك الحسين بن طلال التنموية (المفرق) ومساحتها نحو 20 الف دونم.
وقال إنه تتوفر بالمنطقة بنية تحتية بأعلى المواصفات وتتمتع بالحوافز المالية والإجرائية التي يتضمنها قانون الاستثمار والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الأردن مع العديد من الدول العالمية.
ولفت إلى أنه وفي إطار الخدمة المجتمعية للشركة فقد قامت بإنشاء مركز تدريب لأبناء المنطقة وبما يتوافق مع تنمية الموارد البشرية، وتم تخريج دورتين في الطاقة الشمسية، وتوفير فرص عمل لهم، مشيراً إلى أن خطة الشركة تركز على رفع سوية البنية التحتية والتوسع في خدمة المستثمرين حيث سيتم افتتاح مكتب لهيئة الاستثمار في المنطقة.
وجرى حوار أجاب خلاله رئيس الوزراء على أسئلة واستفسارات المستثمرين في المنطقة والذين أكدوا أهمية إنشاء غرفة للصناعة في المفرق وإيجاد حلول لمشكلة المواصلات للعاملين في المنطقة.
وتفقد رئيس الوزراء عدداً من الاستثمارات القائمة في منطقة المفرق التنموية حيث زار مصنع شركة ارابيلا لسحب الألمنيوم وهو استثمار أردني تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 400 طن شهرياً ويشغل نحو 90 عاملاً أردنياً.
كما زار شركة رتاج للصناعات الدوائية وهو استثمار أردني يقوم بإنتاج الأدوية للسوق المحلية وللتصدير الخارجي ويوظف نحو 23 شاباً وفتاة أردنيين.
وتفقد رئيس الوزراء سير العمل والإنتاج في شركة الشرق الأوسط لصناعة العبوات البلاستيكية وهو استثمار تركي يوفر عبوات بلاستيكية للسوق المحلي وغالبية الإنتاج للتصدير.
وأشاد رئيس الوزراء بالتقنية العالية والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في هذا الصناعات، مؤكداً دعم الحكومة لهذه الاستثمارات التي توفر فرص العمل للشباب والفتيات الأردنيين.
والتقى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مع ممثلين عن القطاع الشبابي في محافظة المفرق بحضور وزير الثقافة ووزير الشباب الدكتور محمد ابورمان.
وأشاد رئيس الوزراء بمستوى النضوج الفكري والوعي الذي يتمتع به الشباب الأردني والذي يؤهلهم ليكونوا شركاء في عملية صنع القرار وإيجاد الحلول لمعظم المشاكل التي يواجهونها.
ودعا الشباب إلى التحلي بالإرادة وعدم التخلي عن الأمل والتسلح بالهمة والعزيمة للانطلاق نحو المستقبل وتحويل التحديات إلى فرص.
وأكد إدراك الحكومة بأن محافظة المفرق تحملت العبء الأكبر في قضية اللجوء السوري والتي شكل الأردن فيها مستوى قيمياً خلقياً بات نموذجاً على مستوى العالم، لافتاً إلى أن منطقة المفرق التنموية تشكل نواة لدولة الإنتاج التي وجهنا بها جلالة الملك عبدالله الثاني كأحد محاور مشروع النهضة الوطني.
ولفت رئيس الوزراء إلى أننا على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على الانسان ومهاراته الابداعية ما يتطلب من الشباب رفع قدراتهم للمساهمة في عملية الإنتاج والتنمية.
وأكد أن العمل السياسي الديمقراطي مثلما يحتاج إلى تشريعات يحتاج أيضاً إلى ثقافة وبناء أسس المشاركة السياسية، لافتاً إلى أن الدولة الحية هي التي يتفاعل ويتطور مشروعها في إطار الثوابت والجوامع المشتركة.
ورداً على ملاحظات أحد الشباب، أكد رئيس الوزراء أن تجربة اللامركزية لا زالت في بداياتها ويجب تقويتها، مشيراً إلى أن اللامركزية أفرزت قيادات وطنية همها العمل للصالح العام.
من جهته، أعرب الدكتور محمد ابورمان عن فخره واعتزازه بمستوى الوعي الذي يمتلكه الشباب الذين يمثلون جيلاً ريادياً قادراً على تحقيق الانجازات، مؤكداً أن وزارة الشباب تعمل على دعم وتفعيل المراكز الشبابية في محافظة المفرق بشكل يخدم الشباب ويستثمر طاقاتهم.
وعرض شباب وفتيات المحافظة المشاركون في اللقاء أفكار وطموحات القطاع الشبابي في المفرق والتي تركزت على وضع رؤية تنموية للمفرق وضرورة إشراك الشباب في عملية صنع القرار على مستوى الجامعات والمدارس واللامركزية.
وأكدوا أهمية المشاركة بشكل أكبر في عملية التنمية الاقتصادية التي تتطلب إبداع الشباب ومشاركتهم في استحداث مشاريعهم الخاصة وعدم التركيز على الوظائف الحكومية وتوفير بيئة استثمارية محفزة في المحافظة والعمل على تفعيل المراكز الشبابية لتقوم بدورها على أكمل وجه والعمل على إقامة المشاريع الاستثمارية المنتجة لقطاع المرأة.
وأعرب رئيس الوزراء في تصريحات صحفية في ختام الزيارة الميدانية لمحافظة المفرق عن السعادة بهذه الزيارة والالتقاء بالفعاليات الاقتصادية والشبابية.
وقال "تجولنا على المدينة الصناعية والمنطقة التنموية وشاهدنا صناعات متطورة جداً في قطاعات عديدة وهذا يدل على قدرة الأردن على التنافس ليس فقط في السوق المحلية وإنما في الأسواق الإقليمية والعالمية".
وأضاف "نحن قادرون خلال الفترة المقبلة على توفير فرص عمل للشباب والشابات من خلال الانفتاح على السوق العراقية ومستقبلا على السوق السورية والمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار".
وأكد رئيس الوزراء أننا مقبلون على زيادة النشاط الاقتصادي وهناك اهتمام دولي وعلى مستوى المنطقة بالاستثمار في الأردن بشكل عام وفي منطقة المفرق التنموية بشكل خاص نظراً لموقعها الجغرافي المتميز.
وحول لقائه مع شباب وشابات المفرق، أكد الرزاز أنه لمس حجم الإبداع والرؤية والمستوى العالي من النضج في وضع رؤية والتنموية للمفرق والأولويات الاقتصادية ومشاركتهم في صنع القرار على مستوى المدارس والمحافظات ومجالس اللامركزية.
وأشاد بفهمهم لطبيعة المرحلة الاقتصادية والتي هي ليست مرحلة توظيف في دوائر حكومية وإنما مرحلة تتطلب إبداع الشباب ومشاركتهم في إنشاء مشاريعهم الخاصة أو الانخراط في شركات لاكتساب المهارات اللازمة.
وقال "نحن فخورون بشبابنا وشاباتنا وفخورون بصناعتنا الأردنية وبفسحة الأمل التي لمسناها لدى الشباب".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة هدفت من اللقاءات الاستماع إلى ملاحظات المعنيين من هذه القطاعات وأخذ ملاحظات ستدرسها وتأخذ قرارات وإجراءات بشأنها ومنها على سبيل المثال إنشاء غرفة للصناعة في المفرق. (بترا)
04-شباط-2019 16:17 م